الأربعاء 19 نوفمبر 2025
توقيت مصر 22:38 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

عالم أزهري يعلق على وفاة مهندسة الأقصر بالسحر الأسود

139
ا

 

 

علق الشيخ أحمد خليل، من علماء الأزهر الشريف، على حادثة وفاة فتاة الأقصر هدير حمدي، أن كل ما يحدث في حياة الإنسان من ضرر أو مرض أو ابتلاء يكون بقدر الله وإرادته، وأن الموت وكل الأمور مقدرة بالقضاء والقدر، فلا ينبغي للمؤمن الخوف المفرط أو الانسياق وراء الشائعات والخرافات، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا﴾.

 

وأكد الشيخ أحمد خليل، أن السحر من أعظم المحرمات في الإسلام وأشدها خطورة، وقد حذر الله منه في القرآن الكريم، ونهى النبي ﷺ عن ممارسته لما فيه من ظلم وإفساد لحياة الناس وأرواحهم، وفي الحديث الصحيح قال النبي ﷺ: "اجتنبوا السبع الموبقات"، وذكر منها: "السحر" (متفق عليه).

 

وأوضح الشيخ خليل – وفق مصراوي- أن السحر قد يؤثر على الإنسان نفسيًا أو جسديًا بدرجات مختلفة، وقد يسبب القلق والتوتر أو الاكتئاب، وفي حالات نادرة قد يؤدي إلى أضرار شديدة، وربما يقترب من الموت، لكن الموت لا يكون بيد الساحر، فهو بيد الله وحده، وكل شيء مقدر بالقضاء والقدر، ولا ينبغي للمؤمن الخوف المفرط، وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:

"السحر إنما يقع تأثيره بقدر الله تعالى، فلا يقتل نفسًا إلا أن يكون ذلك جارياً بالقدر المكتوب، وإلا فالساحر لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا فكيف يملك لغيره؟"

 

وحذر الشيخ خليل من اللجوء إلى الدجالين أو المشعوذين، مشدداً على أن أي محاولات لإبطال السحر بطرق غير شرعية أو بإلقاء أشياء على السحر لا تجدي نفعًا، وأن الحل الصحيح هو التحصين بالرقية الشرعية، والأذكار، والتوكل على الله، والابتعاد عن المعاصي.

 

وأشار الشيخ خليل إلى أن بعض الحالات التي يعتقد الناس أنها سحر، قد تكون في الواقع أمراضًا نفسية، مثل من يرى خيالات أو يسمع أصواتًا، وهذه تحتاج إلى زيارة طبيب نفسي متخصص، مع الاستمرار في التحصين الروحي والدعاء، فلا يجب الاعتماد على الشعوذة أو الخرافات.

 

وعلق الشيخ خليل على واقعة هدير حمدي بالقول: «ما نُشِر من رسائل تهديد وسحر لم يثبت علميًا أن كان سبب الوفاة، والسبب الطبي المعلن هو مرض السرطان، لكن هذا يُذكّرنا جميعًا بأهمية الالتزام بالقرآن والسنة، والثقة في القضاء والقدر، وعدم الانصياع للشائعات والخرافات، والتحصين النفسي والروحي معا».

 

واردف الشيخ خليل، أن التحصين بالقرآن والأذكار اليومية، والتمسك بالإيمان بالقضاء والقدر، يجعل المؤمن محصنًا من كل شر، وأن العلاج الروحي بالرقية الشرعية مع العلاج الطبي عند الحاجة يجمع بين الوقاية والشفاء، والفرج قريب بإذن الله.